الارتقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اتبعوا ولا تبتدعوا>>مهم

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

اتبعوا ولا تبتدعوا>>مهم Empty اتبعوا ولا تبتدعوا>>مهم

مُساهمة من طرف منار الأمة الأربعاء مايو 13, 2009 2:07 pm

اتبعوا ولا تبتدعوا

لقد أكمل الله هذا الدين ورضيه وأتمَّ به نعمته . . كتاب الله، وسنة رسوله محمد


-صلى الله عليه وسلم-، لم يتركا في سبيل الهداية قولًا لقائل، ولم يدعا مجالًا

لمتشرِّع، العاقد عليهما بكلتا يديه، مستمسك بالعروة الوثقى، ظافر بخيري الدنيا

والأخرى: {ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلأسْلاَمَ

دِينًا} [المائدة]. {وَأَنَّ هَـٰذَا صِرٰطِي مُسْتَقِيمًا فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بكم

عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّـٰكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام].

روى الطبراني بإسناد صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (ما

تركت شيئًا يقرِّبكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئًا يبعدكم عن الله إلا

وقد نهيتكم عنه)[1].

كل عبادات المتعبدين يجب أن تكون محكمة بحكم الشرع في أمره ونهيه،
جارية على نهجه، موافقة لطريقته، وما سوى ذلك فمردود على صاحبه: (من
عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد)[2]،(ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه
فهو رد)[3]. بذلك صحَّ الخبر عن الصادق المصدوق -عليه أفضل الصلاة
والسلام-.

إن غير سبيل المؤمنين نزعاتٌ وأهواءٌ، وضلالٌ عن الجادة، وشقٌ لعصا الطاعة،
ومفارقةٌ للجماعة.
لقد رسم الشرع للعبادات والتكاليف طرقًا خاصة على وجوه خاصة زمانًا ومكانًا،
وهيئة وعددًا، وقصر الخلق عليها أمرًا ونهيًا، وإطلاقًا وتقييدًا، ووعدًا ووعيدًا،
وأخبر أن الخير فيها، والشر في تجاوزها وتعدِّيها: {وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ
تَعْلَمُونَ} [البقرة].
والرسل برحمة الله إلى خلقه مرسلون، ومن رام غير ذلك، وزعم أن ثمَّة طرقًا
أُخَر، وعَبَدَ الله بمستحسنات العقول؛ فقد قدح في كمال هذا الدين، وخالف ما جاء
به المصطفى الأمين، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. وكأنه يستدرك على
الشريعة نقائص.
إنَّ الابتداع وتلمُّس المسالك والطرق معاندةٌ للشرع ومشاقةٌ له، وهو محض اتباع
الهوى، فليس ثمَّة إلا طريقان:
إما طريق الشرع، وإما طريق الهوى... يقول الله عزّ وجلَّ: {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكَ
فَٱعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ ٱتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مّنَ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ
يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّـٰلِمِينَ} [القصص].
لقد حصرت الآية الكريمة الحكم في أمرين لا ثالث لهما: إما الاستجابة للمصطفى،
وإما اتباع الهوى.
ولئن قصد صاحب البدعة ببدعته التقرب إلى الله والمبالغة في التعبد؛ فليعلم أن في
هذا مداخل للشيطان عريضة في مسالك ملتوية ووسوسات مميلة، ولم يرضَ هذا
المبتلى بما حدَّه الشارع وقدَّره؛ فخرج عن هذه الضوابط وتفلَّت من هذه القيود، وقد
يصاحب ذلك عُجبٌ وحبٌّ في الظهور، مع ميول النفس بطبعها إلى قبول الجديد
الذي لم تعهده قطعًا للسآمة والملل.
إن القيام بالتكاليف الشرعية فيه كُلفةٌ على النفس؛ لأن فيه مخالفةً للهوى، ومنازعةً
للرغبات، فيثقلُ هذا على المبتدع، والنفس إنما تنشط بما يوافق هواها.

وكلُّ بدعة فإن للهوى فيها مدخلًا؛ لأنها راجعة إلى رغبات مخترعها ومبتدعها،
ومتمشيةٌ مع هواه وميول نفسه ليست نابعةً من الشرع وأحكامه وأدلته.
ومن هنا فإنه قد يظهر من صاحب البدعة اجتهادٌ في العمل والعبادة، وما هذا إلا
لخفة يجدها، ونشاطٍ يشعر به لما فيه من موافقة الهوى. ولقد كان الرهبان من
النصارى ينقطعون في صوامعهم وأديرتهم على غير طريق الحق: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
خَـٰشِعَةٌ*عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ} [الغاشية، 3]. {قُلْ هَلْ نُنَبّئُكُم بِٱلاْخْسَرِينَ أَعْمَـٰلًا *ٱلَّذِينَ
ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف:103
، 104]. {أَفَمَن زُيّنَ لَهُ سُوء عَمَلِهِ فَرَءاهُ حَسَنًا فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِى مَن
يَشَاء فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرٰتٍ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [فاطر].
وإنَّ قصدًا في السنة خير من اجتهاد في بدعة.


للشيخ: صالح بن عبد الله بن حميد -حفظه الله- (بتصرف)

_____________________________________________________________

[1] صحيح، أخرجه عبد الرزاق في مصنفه: كتاب الجامع – باب القدر، حديث (20100)، وابن أبي شيبة: كتاب الزهد – باب ما ذكر عن نبينا -صلى الله عليه وسلم- في الزهد (8/129)، والطبراني في المعجم الكبير، حديث (1647)، قال الهيثمي في المجمع: ورجال الطبراني رجال الصحيح، غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، وهو ثقة (8/264).
[2] صحيح، أخرجه مسلم: كتاب الأقضية – باب نقض الأحكام الباطلة... حديث (1718).
[3] صحيح، أخرجه البخاري: كتاب الصلح – باب إذا اصطلحوا على صلح جور... حديث (2697)، ومسلم: كتاب الأقضية – باب نقضالأحكام الباطلة... حديث (1718).
منار الأمة
منار الأمة
المدير العام

انثى عدد الرسائل : 194
تاريخ التسجيل : 14/11/2008

https://al-ertiqa.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

اتبعوا ولا تبتدعوا>>مهم Empty رد: اتبعوا ولا تبتدعوا>>مهم

مُساهمة من طرف البيلسان الخميس مايو 14, 2009 4:23 am

جزاك الله خيرا
البيلسان
البيلسان
عضوة جديدة

انثى عدد الرسائل : 8
الموقع : هامات السحاب0000
العمل/الترفيه : 0000000
تاريخ التسجيل : 25/03/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى