الارتقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مقراض خبيث...

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مقراض خبيث... Empty مقراض خبيث...

مُساهمة من طرف السنيورة الإثنين مارس 09, 2009 10:33 pm

التعصب الفكري داء فكري على مر العصور والأزمان إذا لم يشخص التشخيص الصحيح ومن ثم معرفة أسبابه وعلاجه سيؤدي ذلك إلى تقطيع المجتمع بمقراض خبيث اسمه "التعصب" والذي يعني اصطلاحاً: الانحراف عن الجادة المنتجة في الحياة".

بهذه العبارة افتتحت الأستاذة نسيبة المطوع كتابها عن: "التعصب مدمر الحضارات"، وهو الكتاب السادس عشر في سلسلة كتاب الأمة الوسط التي يصدرها المركز العالمي للوسطية بالكويت، والتي تحدثت فيه عن المعنى اللغوي والاصطلاحي للتعصب، ثم أنواعه وأبعاده النفسية والاجتماعية، وأخيراً الحلول الناجعة للخروج من دوائره.



أنواع التعصب

وقد بينت الداعية الكويتية المعروفة أنواع التعصب وحصرتها في خمسة أنواع:

أولا: التعصب القبلي:

وهو هوى القبيلة الأهوج الذي وصفه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه: "نتن"؛ لأنه يدمر الحيادية الفكرية ويدمر القدرة على العدل في القضاء الفكري بل يسيطر على القرار العقلي ليتبع أهواء القبيلة ومصالحها الخاصة دون الأخذ بالاعتبار الإنسان الآخر وعلاقتنا البشرية معه ومسئوليتنا تجاه بعضنا البعض كأناس متجاورين فوق الأرض.



ثانيا: التعصب القومي:

وهو هوى القومية الأسود الذي يمثل وباءً قاتلاً للمؤمن وللمحيطين به؛ حيث يرتفع هوى القومية بالشعب إلى مواقع غير حقيقية تجر العالم إلى الظلم والتفكك، فها هو هتلر ماثل أمام التاريخ نموذجا مثاليا للتعصب القومي؛ حيث أخذ بيد بلاده إلى الهاوية مع كل ما كانت تملك أرضه والساكنون عليها من قوة ومميزات وإمكانات حضارية، وكذلك كثير من غارات الدول على بعضها البعض ظلماً عبر التاريخ كان أحد مسبباتها الأساسية للجور والظلم هو العصبية القومية المدمرة لكل عدل على الأرض.

التعصب الفكري هو ضيق أفق وهوى ذهني يجعل
صاحبه لا يري إلا فكره ولا يقبل بآراء الآخرين



ثالثا: التعصب الفكري:

والنوع الثالث من أنواع التعصب كما تذكره الأستاذة نسيبة هو التعصب الفكري، الذي هو ضيق أفق وهوى ذهني يجعل المتعصب لا يري إلا فكره ويلغي أي فكر آخر على الوجود، وحضارتنا الفكرية القائمة إلـى يوم القيامة هي الضدية الأكيدة للتعصب الفكري بل هي السماحة العقلية والوجدانية والسلوكية التي تستوعب العالم أجمع باختلاف فكره واختــلاف معطياته واختلاف تنشئته وبيئته، فالتعصب الفكري يعني البخل الفكري وعدم السماح لزيارة الآخرين لعقولنا مما قد يؤدي عند كثير من الجهلاء إلى فرض الإرهاب الاتصالي في الحوار أضف إلى ذلك عدم احترام الرأي الأخر.

ولنا في رسول الله صلى عليه وسلم أسوة حسنة عندما سأله أحد الشباب أمام الصحابة أن يأذن له بالزنا؛ حيث نقل الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ الحوار إلى ذاتية السائل من دوائر إنسانية متمثلة بالأم والأخت والعمة والخالة، فكان عقله مفتوحاً للنصح، على عكس ما بدأ به من حال حواري.

وتؤكد المؤلفة من هنا أنه لزام على المربي في المحضن الأول المنزل، والمحضن الثاني المدرسة أن يغرس في لاوعي المتربي أهمية احترام الرأي الآخر وفكره المختلف معه.

وتلخص الداعية المعروفة المبادئ التي لابد من غرسها في الطفل حتى نحميه من التعصب الفكري فيما يلي:

أ- ثوابت الكتاب والسنة في الأمة. ب- أهمية احترام الرأي الآخر. ج- تنمية القدرة الذاتية على العمل مع من نختلف معهم. د- الحب المسئول قاعدة نبوية بين أعضاء الأمة وبين الأمة والعالم "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" حديث. هـ- "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة" آية. و- الشفقة على المخطئ وإبدال مشاعر الانتقام بمشاعر العطف على جهله ومحاولة مساعدته. "- هناك فرق بين المعلومة وبين طريقة إيصال المعلومة. ح- الإيصال الفكري فن ومهارة على ساكن الأرض الذي يبتغي صناعة علاقة سليمة مع أخيه الإنسان أن يتعلمه ويتدرب عليه.

رابعا: التعصب التربوي:

وأما النوع الرابع من أنواع التعصب فهو التعصب التربوي، وهو تعصب بيئي لما نشأ عليه المتربي من أعراف ومباحات تمنع من التطور والمرونة مع معطيات الجيل الجديد.

وتؤكد المطوع أن هذا لا يعني أننا نسمح بالتقلب الأخلاقي تبعاً للواقع العالمي الميداني، وإنما نقول إن التوازن التربوي المطلوب ينطلق من ثوابت الدين الحق آخذاً بالاعتبار متغيرات العالم في مساحتي المستحب والمباح مع دراسة مواكبه لفقه الواقع، فحضارتنا عبر التاريخ ماثلة أمام العين تثبت المرونة الانطلاقية التي تميز بها الدين الحق حيث استقام عابر الدنيا بآليته الذاتية ومن ثم آليته السلوكية، فحقق التربية اللازمة للإنسان المتحضر الذي أنتج حضارته تبعاً لذلك، ومن هذا المنطلق الفكري نقول إن الإسلام هيأ التربية الحضارية المتزنة لتابعه فكراً ووجداناً وسلوكاً الملائمة لحضارته الدائمة، ما دام قد قدم التربيــة (أخلاق + علم) كمقدمة لتحقيق حضارته، وعلى ذلك فالتعصب التربوي الجامد الذي لا يعترف بتغييرات الواقع يعد عائقا دون التربية المتزنة الضرورية كنقطة بداية على الصراط المستقيم.

خامسا: التعصب الهوائي:

أما النوع الأخير من الأنواع التي ذكرتها المؤلفة من أنواع التعصب فهو التعصب الهوائي، الذي يمثل الهوى ـ كما تقول المطوع ـ مرضاً قلبياً ينطلق من القلب ليعشق العيش في العقل مستعمراً إياه وساعياً لحبسه في سجن الهوى، وأخذ مقاليد الحكم في مملكة العقل لإصدار قرارات هوائية في غير صالح صاحب المملكة بل في صالح أعدائه من نفس أمارة بالسوء (لا تأمر إلا بالشر) وشيطان وصديق سوء ودنيا مذمومة. والتي

فالتعصب الهوائي هو تعصب "للمزاج" الكلمة التي كثيراً مانسمعها من الصغار والكبارترشدنا ببساطة أننا أمام إنسان ضعيف قد تحكّم هواه في عقله ومن ثم في قراره، وهو عبد مملوك لا يملك الحكم في سلطان ذاته بل هو إمعة عبد مسجون لا يقدر أن يطلق عقله ليقوم بوظيفته التكليفية في الحياة من معرفة عواقب الأمور وإصدار القرارات النافعة له ولغيره.

هذه بعض الامور المتعلقة بالتعصب ..لكننا لم نذكر بعد العلاج منه ..

انتظر اخواتي مشاركتكن في هذا المجال راجيه من الله لكن التوفيق ..

السنيورة
مشرفة

انثى عدد الرسائل : 140
الموقع : في بيتنا الصغير
العمل/الترفيه : طالبة جامعية
تاريخ التسجيل : 24/01/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مقراض خبيث... Empty رد: مقراض خبيث...

مُساهمة من طرف أنسي بالله*** الثلاثاء يوليو 21, 2009 10:57 am

مشكووووورة عزيزتي السنيورة ....

موضوع تربوي ( معقد نوعا ما Smile)

أنسي بالله***
مشرفة

انثى عدد الرسائل : 74
الموقع : في الواحة الخضراء .
العمل/الترفيه : طالبة جامعية .
تاريخ التسجيل : 18/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى