الارتقاء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ان هذا العلم دين

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

ان هذا العلم دين Empty ان هذا العلم دين

مُساهمة من طرف تواقة الإثنين مارس 02, 2009 1:33 am


بسم الله الرحمن الرحيم

سلام الله عليكن ورحمته وبركاته: أخياتي الراقيات"

عبر صفحتي هذه أنقل لكن الجوانب المهمة حول هذا المحور"إن هذا العلم دين"

فهذه المقوله من كلام الامام ابن سيرين رحمه الله وهو من أئمة التابعين(وقد تتابع ثناء العلماء ووصف بأنه عالم في الفرائض والقضاء والحساب وأنه كان رحمه الله تعالى فقيها، هذا الإمام رحمه الله تعالى له أقوال فذة تدل على علميته وعلى سلفيته وعلى تأصله في العلم الشرعي من ذلك ما أخرجه الدارمي عن ابن سيرين أنه قال :كان يرونه ـ يعني الرجل وطالب العلم أو العالم ـ كانوا يرونه أنه على الطريق ما دام على الأثر أي ما دام أنه متمسك بالأثر فهو على الطريق الصحيح الموصل إلى الجنة)

فأولا أقول مستعينا بالله عز وجل أهمية هذا الموضوع تظهر في الأمور التالية:

الأمر الأول:أن الله عز وجل أمرنا بذلك حيث قال عز وجل" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ "فأمرنا الله عز وجل بسؤال أهل الذكر وأهل الذكر كما بين ذلك السلف الصالح هم العلماء فتخصيص الله عز وجل العلماء بالسؤال دليل على أن غيرهم لا يسأل وكذا ما أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله عز وجل هُوَ "الَذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وابْتِغَاءَ تَأَوِيلِهِ ومَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاَّ اللَّهُ "
فقال عليه الصلاة والسلام "فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم "
ففي هذا التحذير من قوم يتصدرون للعلم والتدريس والفتيا ولابد من معرفة حالهم
يقول النووي:في هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ومن يتبع المشكلات للفتنة فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر رضي الله عنه صبيغ حين كان يتبع المتشابه. انتهى

الأمر الثاني: تظهر أهمية هذا الموضوع لبقاء العلم غظا طريا فتأخذه كل جماعة عن من قبلها فلو لم يؤخذ العلم عن العلماء ضاع العلم كما أخرج البيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى عن عبد الله ابن عبيد ابن عمير قال إن العلماء إذا أدركهم المتعلمون فني العلماء وبقي العلم غضا عند المعلمين فإذا لم يدركهم المتعلمون ذهب العلم ولا يقال إن بقاء الكتب بقاء للعلم كما سيأتينا إن شاء الله عز وجل في موضعه.

الأمر الثالث: أن العلم إذا لم يؤخذ من أهله نزع من الأرض، لأن العلماء ببقائهم بقاء العلم والله عز وجل لاينتزع العلم انتزاعا من صدور العلماء ولكن ينتزع العلم بانتزاع العلماء
كما في حديث عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأتوا بغير علم فضلوا وأضلوا."
الأمر الرابع :مما يظهر أهمية هذا الموضوع أن بقبض العلم يظهر الجهل وتظهر الفتن والقتل كما أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" يقبض العلم ويظهر الجهل والفتن ويكثر الهرج قيل يا رسول الله وما الهرج قال هكذا بيده فحرفها كأنه يريد القتل."

الأمر الخامس: أن الناس محتاجون للعلم أكثر من احتياجهم للطعام والشراب قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: الناس أحوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشراب قال لأن الطعام والشراب يحتاج إليه في اليوم مرتين أو ثلاثة والعلم يحتاج إليه في كل وقت


ولكن هناك سؤال يحير طلاب العلم في بداية الطلب!

مالمقصودبالعلمالمطلوب؟! أو(ان هذا العلم دين)؟

المراد بالعلم في قول ابن سيرين إن هذا العلم دين هو العلم الشرعي الذي يتقرب به العبد إلى الله عز وجل وذلك يتمثل في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الأمة قال سفيان الثوري: إنما العلم كله العلم بالآثار أي المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه وقال أبو حاتم الرازي: العلم عندنا ما كان عن الله تعالى من كتاب ناطق وناسخ غير منسوخ وما صحت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا معارض له وما جاء عن الألباء من الصحابة مما اتفقوا عليه فإذا اختلفوا لم نخرج من اختلافهم
وقال الشافعي رحمه الله تعالى :العلم ما نص في الكتاب أو السنة أو في الإجماع فإن لم يوجد في ذلك فالقياس على هذه الأصول ما كان في معناها.

=ومالدليل على قوله(ان هذا العلم دين)؟


تدل على قوله من الكتاب والسنة وأيضا من أقوال السلف فهو قول لم يتفرد به ابن سيرين رحمه الله تعالى أما كون العلم دين فهذا واضح من قوله عز وجل اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ومراده سبحانه وتعالى أكملت لكم ما يتعلق بالعقائد والأحكام فهي كاملة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأيضا يدل عليه حديث معاوية رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين "
وأما قوله فانظروا عمن تأخذون دينكم هذا يدل عليه ما سبق من قوله تعالى" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إن كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ "وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عائشة "
فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأوليائكم الذين سمى الله فاحذروهم "

كما أنة هذه المقوله تضمنة عدة فوائد:منها

الفائدة الأولى: ما المقصود من العلم.

الفائدة الثانية: حرمة الكلام في مسائل العلم.

الفائدة الثالثة: وجوب الاختيار والانتقاء للمشائخ الذين يتلقى منهم العلم.

الفائدة الرابعة: التمييز بين المتصدرين للعلم.

الفائدة الخامسة: من الذي يؤخذ منه العلم.

الفائدة السادسة: من الذين لا يؤخذ منهم العلم.

الفائدة السابعة: يستوي في ذلك كله السماع والحضور والقراءة والصحبة وأي نوع من أنواع التلقي.

الفائدة الثامنة: كيف تعرف من يؤخذ منه العلم ومن لا يؤخذ منه العلم


وسوف نقف باذن الله في المرة القادمة على كل فائدة منها لنضيء بها ظلمة العقول

فاصلة:قال علي رضي الله عنه :يهتف العلم بالعمل ، فإن أجابه وإلا ارتحل .




عدل سابقا من قبل تواقة في الإثنين مارس 02, 2009 4:50 am عدل 2 مرات
تواقة
تواقة
عضوة نشيطة

انثى عدد الرسائل : 66
الموقع : بين كل ماأحبه ربي
العمل/الترفيه : طالبة علم
تاريخ التسجيل : 25/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ان هذا العلم دين Empty رد: ان هذا العلم دين

مُساهمة من طرف منار الأمة الإثنين مارس 02, 2009 3:06 am

جزاك ربي الجنة أخيتي

بارك الله فيك

ملاحظة:

أخيتي ضعي الآيات القرآنية وأحاديث الرسول بين علامتي تنصيص

تمييزا لكلام الله ورسوله عن كلام غيره وأتمنى أن تذكري رقم السور والآيات قدر الإمكان

وكذلك تخريج الأحاديث والغالب انها موجودة في المصدر الذي أخذتِ الموضوع منه

تقبلي مروري
منار الأمة
منار الأمة
المدير العام

انثى عدد الرسائل : 194
تاريخ التسجيل : 14/11/2008

https://al-ertiqa.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ان هذا العلم دين Empty رد: ان هذا العلم دين

مُساهمة من طرف همة راقية الإثنين مارس 02, 2009 4:36 am


جزيت خيرًا تواقة

مواضيعك تفتح النفس
وتنير المنتدى

بورك عطائك
جعله الله في موازين حسناتك

وننتظر الوقفات بكل شوق

فــاصـــلـــة
قال علي رضي الله عنه: اعرف الرجال بالحق ولا تعرف الحق بالرجال
أخيتي..تأملي قوله وستعرفين مراده
همة راقية
همة راقية
نائب المدير

انثى عدد الرسائل : 160
الموقع : في العلياء بإذن الله
العمل/الترفيه : طلب العلم
تاريخ التسجيل : 17/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ان هذا العلم دين Empty رد: ان هذا العلم دين

مُساهمة من طرف أنسي بالله*** الإثنين مارس 02, 2009 10:05 pm

جزاك الله خيرا عزيزتي تواقة ...

بارك الله فيك

تفرحني مشاركاتك ...

أنسي بالله***
مشرفة

انثى عدد الرسائل : 74
الموقع : في الواحة الخضراء .
العمل/الترفيه : طالبة جامعية .
تاريخ التسجيل : 18/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ان هذا العلم دين Empty رد: ان هذا العلم دين

مُساهمة من طرف تواقة الثلاثاء مارس 03, 2009 1:12 am


حياكن الرحمن ياأخيات

أبهجني حرصكم على مثل هذه المواضيع..وأسأل الله ان ينفعكن بها


أخيتي منار..لقد تم تعديل الموضوع بعون الله<<أشكرك على هذا الحرص
أخيتي همة..فتح الله صدرك للعلم على مصراعيه
أخيتي أنسي بالله..فرحتي الكبرى بوجودك الذي عطر متصفحي لاحرمتي العلم النافع والعمل الصالح


لي عودة باذن الله لبقية الموضوع
تواقة
تواقة
عضوة نشيطة

انثى عدد الرسائل : 66
الموقع : بين كل ماأحبه ربي
العمل/الترفيه : طالبة علم
تاريخ التسجيل : 25/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ان هذا العلم دين Empty رد: ان هذا العلم دين

مُساهمة من طرف تواقة الأربعاء مارس 04, 2009 2:09 am

الفائدة الأولى:
من المقصود من العلم ؟ هل المقصود من العلم تكثير المعلومات وتكبير الرأس بحشوه من المعلومات ؟ هل الفائدة من العلم أن يتصدر الإنسان للناس ويتفرد بذلك فيقول أنا لازم أجمع وأدرس أشياء كثيرة حتى أكون متفردا فيرجع إلي الناس ويتخذوني رأسا ؟ ما المقصود من العلم ؟ المقصود من العلم أن تعبد الله عز وجل على بصيرة وأن تحصل لك الخشية والخوف من الله عز وجل وأن تتبع ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام وليس المراد من العلم تكثير المعلومات
أخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله أنه عن الثوري أنه قال إنما يطلب الحديث ليتقي الله به فلذلك فضل على غيره من العلوم ولولا ذلك كان كسائر الأشياء فبين سفيان الثوري رحمه الله تعالى أن العلم يقصد به أن يعبد الله العبد على بصيرة وعلى خشية قال إنما يطلب الحديث ليتقى الله به لتعلم كيف تعبد الله عز وجل قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أي على علم وحجة ونور من الله عز وجل فلا تدعو إلى الله على جهالة أو على ضلالة
وأيضا أخرج الرامهرمزي في المحدث الفاصل عن مالك ابن أنس أنه قال ليس العلم بكثرة الرواية ولكنه نور يجعله الله في القلوب
وقد فسر هذه اللفظة أحمد ابن صالح المصري بقوله :معناه أن الخشية لا تدرك بكثرة الرواية وإنما العلم الذي فرض الله عز وجل أن يتبع فإنما هو الكتاب والسنة وما جاء عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم.
وقال قوام السنة وفي كتاب الحجة: ليس العلم بكثرة الرواية وإنما هو الإتباع والاستعمال ، يقتدي بالصحابة والتابعين وإن كان قليل العلم ومن خالف الصحابة والتابعين فهو ضال وإن كان كثير العلم وهذا قوله عظيم لابد أن نتدبره ، يقول ليس العلم بكثرة الرواية وكثرة المعلومات إنما هو الإتباع ، إذا أردت العلم الصحيح العلم الممدوح أصحابه هو العلم المبني على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة يقول وإن كان قليل العلم قد يكون الرجل متبعا للكتاب والسنة على فهم سلف الأمة وعلمه قليل فهذا الرجل هو الذي تقصده بالتعلم منه والتلقي عنه ولا يخدعك الشيطان بأن علمه قليل لأنه بإتباعه للكتاب والسنة وفهم سلف الأمة هو كبير رغم أنوف أهل البدع والأهواء ، أليس الحق المبني على الكتاب والسنة كبيرا إيه والله إنه لكبير ولكن الجاهلون ينظرون إليه ويستصغرونه لأنهم نظروا إلى الأدلة من الكتاب والسنة فاستصغروها واستعملوا عقولهم العفنة وقلوبهم الوسخة فقدموها على نصوص الكتاب والسنة.
جاء في العلل ومعرفة الرجال عن الإمام أحمد عن بعض السلف أنه قال رأيك ورأيي إذا خالف كتاب الله وسنة رسول الله فضعه في الحش ـ إي في مكان القاذورات أكرمكم الله ـ لماذا؟ لأن الرأي المخالف للكتاب والسنة ملعون الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه فالرأي المخالف للكتاب والسنة هل هو من ذكر الله هل هو من ما والاه ؟ هو ممن خالفه فهو ملعون لا خير فيه
ولذلك قال قوام السنة ومن خالف الصحابة فهو ضال وإن كان كثير العلم كان بعض زملائي في طلب العلم ولازلت في طلب العلم والحمد لله كان بعض إخواني ممن كنت أتخذه أخا لي في طلب العلم وكان يظهر السنة حينها كان يدرس على بعض أهل الأهواء والبدع وكنت أقول له يا فلان اتق الله هؤلاء أهل الأهواء والبدع، السلف الصالح كانوا أعلم منا وأبصر منا وأفقه منا في دين الله عز وجل حينما حذرونا عن أهل الأهواء والبدع كيف تتلقى عنهم ؟ وكيف تأخذ عنهم ؟ فكان يقول أنا آخذ منه العلم ومالي وبدعه؟ وكان يقول يا أخي إنه كثير المعلومات في الأصول والفقه وفي كذا كثير المعلومات كثير المعلومات، ليست كثرة المعلومات مربطا للفرس في طلب العلم إنما مربط الفرس في طلب العلم إتباع الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة ،فهذا الرجل من أهل الأهواء والبدع صاحب المعلومات الكثيرة بكثرة معلوماته هو حقير ذليل في ميزان الشرع ولا تنفعه كثرة المعلومات كما قال قوام السنة هنا ولذلك المراد بالخشية الموروثة عن العلم أو الخشية التي تحصل للعلماء هي الخشية الحاصلة من العلم الشرعي من التفقه في الكتاب والسنة تفقه في المسائل العلمية والمسائل العملية على فهم سلف الأمة ولذلك أثنى الله عز وجل على العلماء حين قال إنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ العُلَمَاءُ

الفائدة الثانية: حرمة الكلام في مسائل العلم، ابن سيرين ماذا يقول إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم
طيب إذا كان العلم والكلام في العلم من الدين هل يجوز لكل رجل أن يتصدر في الناس وأن يتكلم في دين الله عز و جل؟
قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ والإثْمَ والْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ
يقول بعض السلف رتب الله عز وجل في هذه الآية المحرمات من الأقل أو من الأدنى فالأعلى فالأشد قل إنما حرم ربي الفواحش، الفواحش من زنى ونحو ذلك محرمة تليها ـ قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ومَا بَطَنَ ـ أي الظاهرة والباطنة والإثم والبغي والظلم و....و..... إلى آخره وآخر شيء وأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ، ما قبلها وأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانا
أيهما أعظم الشرك بالله أو القول على الله بغير علم ؟ قال السلف القول على الله بلا علم أشد عند الله من الشرك لماذا ؟ قالوا لأن المشرك إنما يضل في نفسه وأما القائل على الله بلا علم فإنه يضل أهل الأرض واضح فلذلك كان القول على الله عز وجل من أشد المحرمات عند العلماء، يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: ليس لأحد أن يقول في شيء حلال ولا حرام إلا من جهة العلم، وجهة العلم ما نص في الكتاب أو السنة أو في الإجماع فإن لم يوجد في ذلك فالقياس على هذه ما كان في معناها
أخرج مسلم في مقدمة الصحيح عن أبي عقيل قال كنت جالسا عند القاسم ابن عبيد الله ويحيى ابن سعيد فقال يحيى للقاسم يا أبا محمد إنه قبيح على مثلك عظيم أن تسأل عن شيء من أمر هذا الدين فلا يوجد عندك منه علم ولا مخرج فقال له القاسم وكان فقيها وعم ذاك قال لأنك ابن إمامي هدى ـ ابن أبي بكر من جهة أمه وعمر فمن جهة أمه، أمه من أحفاد أبي بكر رضي الله عنه ومن جهة أبيه أبوه من أحفاد عبد الله ابن عمر رضي الله عنهم جميعا ـ قال فقال له القاسم أقبح من ذاك عند من عقل عن الله أن أقول بغير علم أو آخذ عن غير ثقة قال فسكت فما أجابه، فبين له أنه أعظم من ذاك أن أتقول عن الله عز وجل ما لم يقل ومن تكلم في دين بلا علم فهو آثم أصاب الحق أو أخطأ.
أخرج الإمام أحمد في المسند وابن ماجه في السنن والدارمي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من أفتي فتيا بغير ثبت فإنما إثمه على من أفتاه
وأخرج الدارمي في السنن عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال من أفتى بفتيا يعمى عليها فإثمها عليه، قال الشافعي: من تكلف ما جهل ولم يثبته معرفة كانت موافقته للصواب وإن وافقه من حيث لا يعرفه غير محمودة والله أعلم وكان بخطئه غير معذور إذا ما نطق فيما لا يحيط علمه بالفرق بين الخطأ والصواب فيه وكذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية نحوه وكذا الشيخ الشيخ الفوزان نحوه، يقول الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى :الجاهل أو المبتدأ في طلب العلم ليس له اجتهاد ولا يجوز له أن يجتهد وهو آثم باجتهاده أخطأ أو أصاب لأنه فعل ما ليس له فعله
ولذلك ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل في بعض المسائل فقال لا أدري مثل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن تبع أنبي ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ما أدري تبع أنبيا كان أم لا، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم الموحى إليه من الله يقول لا أدري ألا يسع العلماء وطلاب العلم فضلا عن عامة الناس والجهال أن يقولوا فيما لا يعلمون لا نعلم والله إنه لواجب عليهم، ولذلك كان السلف يأمرون طلاب العلم بل حتى العلماء يأمرونهم بأن يقولوا لا أعلم وإليكم بعض النصوص في ذلك
يقول علي رضي الله عنه وهذا ثابت عنه :لا يستحي عالم إن لم يعلم أن يقول الله أعلم
وأخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لا يعلم فليقل الله أعلم فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم
وقال سعيد ابن جبير ويل للذي يقول لما لا يعلم إني أعلم
وقال الشعبي :لا أدري نصف العلم
وقال محمد ابن سيرين رحمه الله تعالى :لئن يموت الرجل جاهلا خير من أن يقول ما لا يعلم
وقال ابن عجلان :إذا أغفل العالم لا أدري أصيبت مقاتله.

الفائدة التي تليها وجب اختيار وانتقاء للمشايخ الذين يتلقى عنهم العلم لأنه قال فانظروا أو تأملوا ممن تأخذون منه العلم ولذلك أخرج الدارمي في السنن عن إبراهيم أنه قال: كانوا إذا أتوا الرجل يأخذون عنه العلم نظروا إلى صلاته وإلى سمته وإلى هيئته ثم يأخذون عنه العلم وفي رواية فإذا رأوه يخل بشيء من صلاته قالوا هو لئن يخل بغيرها أولى فيتركونه ولا يأخذوا منه شيئا.

الفائدة التي تليها: التمييز بين المتصدرين، نستفيد من قول ابن سيرين حينما قال فانظروا عمن تأخذون دينكم :أن المتصدرين لتعليم الناس كثر فأمرنا أن نميز بينهم وأن نفرق بينهم يقول خطيب :ليس كل من ادعى العلم أحرزه ـ أي أصابه ـ ولا كل من انتسب إليه كان من أهله. أهـ
فليس كل من تصدر للناس وتكلم بين أيديهم أهلا لأن يكون عالما وهذا دليل على أن المتصدرين على طبقات وأنواع فمنهم طبقة العلماء المجتهدين أهل الفتوى والمرجع في الموازن العامة ومنهم طلاب العلم ومنهم طبقة طلاب العلم الذين لم يبلغوا درجة العلماء ومنهم العوام الذين تعلموا شيئا يسيرا من العلم ثم تصدروا للخطابة والدعوة ومنهم طبقة لا يؤخذ منهم العلم أبدا.
فهذه الطبقات يجب أن تعرف ويجب أن نميز بينها ويجب أن نعلم ليس كل من تصدر للناس صلح لأن يفتيهم.
أخرج ابن عبد البر في الجامع عن مالك رحمه الله تعالى أنه قال :وجدت ربيعة يوما يبكي فقيل له ما الذي أبكاك أمصيبة نزلت بك فقال لا ولكن أبكاني أنه استفتي من لا علم له وقال ربيعة رحمه الله تعالى:لبعض من يفتي هاهنا أحق بالسجن من السارق.

الفائدة التي تليها: من الذي يؤخذ منه العلم
يقول ابن عبر البر في الجامع: إنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز قال تعالى والفهم،


لي عودة بمشيئة الرحمن لبقية الموضوع عذرا على الاطالة ولكن أسأل الله لي ولكم النفع والعمل

همسة"اسألي قلبك الاخلاص عند القراءة"
تواقة
تواقة
عضوة نشيطة

انثى عدد الرسائل : 66
الموقع : بين كل ماأحبه ربي
العمل/الترفيه : طالبة علم
تاريخ التسجيل : 25/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ان هذا العلم دين Empty رد: ان هذا العلم دين

مُساهمة من طرف همة راقية السبت مارس 07, 2009 4:58 am


راائع جدًا تواقة
بورك فيك

أحب تنويهك إلى أن ذكر المصدر ها هنا مهم جدًا
فلا تنسيه وفقك الله

ولي إضافة
عن ابن مسعود قال إنكم في زمان كثير فقهاؤه ، قليل خطباؤه ، قليل سؤاله ، كثير معطوه ، العمل فيه قائد للهوى ، وسيأتي من بعدكم زمان قليل فقهاؤه ، كثير خطباؤه ، كثير سؤاله ، قليل معطوه ، الهوى فيه قائد للعمل ، اعلموا أن حسن الهدي - في آخر الزمان - خير من بعض العمل
المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 605
خلاصة الدرجة: حسن

فيا سبحان الله


همة راقية
همة راقية
نائب المدير

انثى عدد الرسائل : 160
الموقع : في العلياء بإذن الله
العمل/الترفيه : طلب العلم
تاريخ التسجيل : 17/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ان هذا العلم دين Empty رد: ان هذا العلم دين

مُساهمة من طرف تواقة الثلاثاء مارس 10, 2009 10:29 pm

[center]فالذي يؤخذ منه العلم كما يؤخذ من أقوال أهل العلم من اتصف بالصفات التالية ومن توفرت فيه الشروط التالية:

أولا :أنه متبع لما جاء في الكتاب والسنة فلا يقدم الآراء ولا يقدم العقل ولا يقدم الواقعة أو السياسة أو غيرها من الأمور الأخرى على الكتاب والسنة فهو مبتدع.

ثانيا: أنه متقيد ومنظبط في فهم الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.

ثالثا :أنه ملازم للطاعة مجتنبا للمعاصي والذنوب.

رابعا: أنه بعيد عن البدع والضلالات والجهالات محذر منها.

خامسا:
أنه يرد المتشابه إلى المحكم.

سادسا: أنه يخشى الله عز وجل.

سابعا: أنه من أهل الفهم والاستنباط.

وخلاصة هذه الأقوال أن نقول في العالم الذي يؤخذ منه العلم أنه من تعلم الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة مجتنبا للبدع وأهلها وللمعاصي وللذنوب هذا الذي يؤخذ منه العلم وتقييده بأنه على فهم سلف الأمة وعلى طريقتهم يدخل فيه الصفات المذكورة سابقا والأقوال المذكورة سابقا كيف نعرف العالم إن كان عاميا فإنه يسأل أهل العلم المعروفين من أمثال الشيخ الفوزان أو اللحيدان أو الشيخ السبيل أو الشيخ ربيع أو غيرهم من أهل العلم يسألهم عندنا رجل متصدر اسمه كذا وكذا هل نأخذ منه العلم أم لا ؟ هل يستفاد منه أم لا ؟ هذا كان دأب السلف كانوا يسألون عمن يتصدر لإفادتهم، أما إذا كان طالب علم وكان عنده تمييز فإنه ينظر إلى حاله كما سبق، ينظر إلى صلاته وسمته ينظر إلى أقواله ومنهجه، إن كان متابعا للكتاب والسنة وفهم سلف الأمة لزمه وإن كان رجلا مقدما للرأي معظما لأهل الأهواء والبدع يدل على كتبهم يجتنبهم ويجتنب هذا الرجل
وأذكر لكم مثالا رجل متصدر للتدريس سئل في درسه عن تفسير في ضلال القرآن لسيد قطب وانظروا إلى فتواه فإنه قال ملخصا لكلامه: سيد قطب عنده أخطاء وجاهل ولكنه فسر القرآن ووفق فيه توفيقا عجيبا يكاد يتفرد في أسلوبه في هذا العصر وعنده من تحقيق الإيمان وعنده وعنده وأثنى عليه.
طيب إذا كنت تقول أنت ـ وهذا الرجل الذي تكلم بهذا الكلام متخصص في قسم العقيدة فمثله لا يأبه يعرف أهل الأهواء والبدع ـ إذا كنت تقول إنه جاهل وأنه عنده أخطاء في العقيدة فكيف تدل الناس على كتبه وعلى قراءة كتابه؟ وقد مر معنا أن من تكلم في دين الله وهو جاهل أنه آثم أصاب أو أخطأ فكيف يدل الناس على هذا الكتاب؟ فلا شك أنه يجب يعني إذا رأينا مثل هذا الرجل أن نجتنبه وأن نبعد عن طريقه.
ثم الفائدة التالية: وهي من الذين لا يؤخذ منهم العلم، وهذه الفائدة كما يقال مع الفائدة السابقة من الذي يؤخذ منه العلم هي لب هذه الكلمة ولب هذه النصيحة والموعظة، فالذين لا يؤخذ عنهم العلم يتصفون أو يسمون بعدة أسماء فمنهم :
ممن لا يؤخذ منه العلم الجهال أو من لا يعرف بالطلب ويدخل في الجهال ومن لا يعرف بالطلب يدخل فيهم التائبون من المعاصي ويدخل فيهم علماء الطب والجيولوجيا والإعجاز العلمي وغيرها من العلوم الكونية فهؤلاء ليسوا بعلماء لم يتخصصوا في العلم الشرعي فلا يؤخذ عن أمثال هؤلاء العلم ولا يؤخذ عن أمثال هؤلاء تفسير الكتاب ولا شرح السنة
يقول ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى: الجهل أصل كل فساد وكل ضرر يلحق العبد في دنياه و أخراه فهو نتيجة الجهل. اهـ
ومن الخطأ ظن بعض الناس أن الجاهل هو ذاك الذي لا يقرأ ولا يكتب فقط ولا شك أن هذا فهم قاصر إذا أن المراد بالجاهل في الأحاديث وفي آثار السلف، المراد بالجاهل كل من تكلم في دين الله بلا علم ولو كان يحسن العبارة ولو كان يدرس ولو كان يؤلف الكتب ولو كان خطيبا مفوها كما أن كلمة الجاهل تشمل أهل الأهواء والبدع هؤلاء هم الجهال الذين لا يؤخذ عنهم العلم كل من تكلم في دين الله بلا علم فهو من الجهال
أخرج أبو داود في السنن وغيره عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا جرح في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثم احتلم فأمر بالاغتسال فاغتسل فمات فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم قتلوه قتلهم الله ألم يكن شفاء العي السؤال أي ألم يكن شفاء الجهل السؤال ومر معنا حديث عبد الله ابن عمرو إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
فالرؤوس الجهال هاهنا ليس المراد بهم من لا يقرأ ولا يكتب بل المراد بهم من تكلم في دين الله بلا علم ولو كان خطيبا مفوها أو مؤلفا أو كاتبا أو ناصحا أو واعظا
يقول مالك:لا تحمل العلم عمن لم يعرف بالطلب ولا بمجالسة أهل العلم
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عون أنه قال: لا يؤخذ هذا العلم إلا ممن شهد له بالطلب
وأخرج الخطيب في الفقيه عن عبد الله ابن إسحاق قال كان عبد الله ابن الحسن ابن الحسن ابن على بن أبي طالب قال كان يكثر الجلوس إلى ربيعة فتذاكروا يوما السنن فقال رجل كان في المجلس ليس العمل على هذا يرد السنة بأن العمل ليس عليها فقال عبد الله الهاشمي هذا قال أرأيت إن كثر الجهال حتى يكونوا هم الحكام أفهم الحجة على السنة فقال ربيعة أشهد أن هذا الكلام كلام أبناء الأنبياء.
وقال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى: لا يجوز الأخذ عن الجهال ولو كانوا متعالمين ومعنى قوله ولو كانوا متعالمين أي متصدرين لتدريس الناس إذا كانوا جهالا لا يعلمون دين الله عز وجل هؤلاء إذا هم الجهال والجهال لا يؤخذ منهم العلم مطلقا ولو استفتوا ولا يرجع إليهم.
الصنف الذي يليهم أهل الأهواء والبدع ويدخل فيهم الخوارج والصوفية وكل الجماعات المعاصرة التي خالفت الكتاب والسنة مثل جماعة التبليغ أو جماعة الإخوان المسلمين
ومر معنا حديث عائشة حين قال صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم

هذا والله أعلم وأحكم..فمن أرادة الاستزادة فلترجع الى(شبكة سحاب السلفية على منهج أهل السنة والجماعة)[/center]
تواقة
تواقة
عضوة نشيطة

انثى عدد الرسائل : 66
الموقع : بين كل ماأحبه ربي
العمل/الترفيه : طالبة علم
تاريخ التسجيل : 25/02/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى